الثلاثاء، 28 سبتمبر 2010

حمل فيلم : عائشة أرواحنا فداك يا أم المؤمنين


فيلم
۩۞۩(( عائشة ارواحنا فداك يا أم المؤمنين )) ۩۞۩

الذب عن عرض محمد صلى الله عليه وسلم رسالة كل مسلم على وجه الأرض لأنه واجب ديني وأخلاقي
وهو صراط اللذين يحبون ويعظمون ويتبعون نبيهم عليه الصلاة والسلام
فذلك قام إخوانكم في موقع كسر الصنم بهذا العمل نسأل الله أن يتقبله وينفع به


7
7
۩=====================۩
۩۞۩::لتحميل الفيلم اضغط هنا ::۩۞۩
۩=====================۩
7
7
۩۞۩:: بنرات للمنتديات لنشر الفيلم :: ۩۞۩



۩۞۩:: تواقـــيع للمنتديــــات ::۩۞۩


أو

أو


۩=====================۩

وهذه دعوة لكل المسلمين في كل بقاع الأرض للدفاع عن أمنا عائشة رضي الله عنها
بل الواجب نصرتها وتعريف الناس بفضائلها ورد الشبهات التي تثار حولها
فياشباب الأمة الهمة الهمة فقد كشر المنافقون عن أنيابهم فاكسروها
وقد نشروا الباطل فتصدوا له

۩=====================۩

طلب ورجاء نصرة لأمنا عائشة رضي الله عنها
نتمى نشر هذا الفيلم بالمواقع والمنتديات والمجموعات البريدية
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

الخميس، 23 سبتمبر 2010

عقائد الصوقية



الصوفية التصوف
المتصوفيين الرد على الصوفية

منتدى ملتقى السنة

يقول سبحانه: { قَدْ بَيَّنَّا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ }، { قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِّنَ الرُّسُلِ }، { وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ }، { لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ }، { لَقَدْ أَنزَلْنَا آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ وَاللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }، { قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ }، { قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَنَا لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ }، { يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينً }، { وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ }... والآيات في هذا المعنى كثيرة.
ويقول صلى الله عليه وسلم : «قد تركتكم على البيضاء، ليلها كنهارها».
- من هذه النصوص الكثيرة، ومن عشرات غيرها، كلها واضحة جلية، نعرف أن ليس في الإسلام باطن وظاهر بالمعنى الصوفي.
ويكون الإيمان بأن في الإسلام ظاهرًا وباطنًا كفرًا بآيات القرآن وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم ، وتكذيبًا لها.
- كما أن من الحقائق التاريخية، أنه لم يحدث قط وجود عقيدة باطنية في جماعة إلا إذا كانت هذه الجماعة تضمر الشر والكيد للمجتمع الذي تعيش فيه.
ولم تخرج الصوفية على هذه القاعدة، فقد رأيناها كيدًا للإسلام ومكرًا بالمسلمين.
- ويقول أحد الباحثين: حيثما وجدت الباطنية ففكر باليهودية، وفي الواقع سنرى بعد قليل أن لليهودية دورًا في نشر الصوفية بين المسلمين، وعلى كل: «الحضرة» يمكن أن تكون أثرًا من آثارها، ومثلها السماع، وتقديس القبور، وبناء القبب، واستعمال السبحة، والجهر بالذكر، وهز الجذع أثناءه إلى الأمام والوراء، أو إلى اليمين والشمال، كل هذه طقوس وممارسات موجودة في اليهودية كما هي موجودة في كل الوثنيات أيضًا! وهي موجودة في الصوفية! فما هي العلاقة؟ مع العلم أن كل هذه الأمور لا أساس لها في الإسلام ألبتة.
ولن نعدم مكابرًا يقول: ليس في الصوفية باطنية، لن نعدمه رغم كل كتبهم ورغم كل أقوالهم، ورغم مئات الصفحات المدرجة في هذا الكتاب.
ولا جواب لنا على أمثال هؤلاء إلا أن نشكوهم إلى الله تعالى.
وللباطنية لغة اسمها «التقية»، يتعلمونها فيما بينهم، يخاطبون بها الناس، ويتسترون بها على ضلالاتهم، ويمكرون بها بالمسلمين، ويكيدون بها للإسلام، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا، فإلى مناقشة التقية.
ولنتذكر قوله صلى الله عليه وسلم : «قد تركتكم على البيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك» (إلا هالك).


مناقشة التقية

من فعل: تاقي، يتاقي، متاقاة، وتقيَّة (بتشديد الياء)، ومُجَرّدُه هو فعل تَقَى يَتْقي تقيَّة، بمعنى اتقى.
التقية هي لغةُ الحركات الباطنية والمجال الذي تتفسخ فيه ألسنتها، وفي مقدمتها الصوفية، وقد رأينا أنهم يجعلونها جزءًا من حقيقتهم، وقرأنًا مثل قولهم: «التقية حرم المؤمن»، و«إذا كان قد صح الخلاف، فواجب على كل ذي عقل لزوم التقية»، ومئات الأمثلة غيرها.
وهم يجعلون لها أصلاً قرآنيًّا في قوله سبحانه: { ... وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ... }.
لكن الفرق بين التقاة التي يسمح بها الإسلام، وبين تقيتهم هو نفس الفرق بين الإيمان والكفر.
فالتقاة الإسلامية تكون في حالة واحدة هي: «مَن أكره وقلبه مطمئن بالإيمان»، إذ في حالة الإكراه هذه فقط يمكن للمسلم المؤمن أن يتظاهر بما يرضي القوة التي تكرهه ريثما يفلت منها، مع بقاء قلبه مطمئنًا بالإيمان، أي إنها حالة استثنائية وطارئة تضمر الإسلام وتظهر غيره.
بينما التقية الصوفية هي عكس ذلك، إذ هي أولاً: إبطان وحدة الوجود، أي: إبطان الكفر وإظهار الشريعة الإسلامية، وهذا هو النفاق عينه الذي هو شر أنواع الكفر، وأصحابه في الدرك الأسفل من النار، وهي ثانيًا: قاعدة مستمرة عندهم، وليست استثناء ولا هي حالة طارئة.
إذن فهي مناقضة للإسلام تناقضًا كاملاً واضحًا لا نقص فيه ولا لبس ولا غموض.
وأسلوب التقية في الصوفية يتركب من:
الكذب، والتأويل، والمغالطة، والمراوغة، والمخادعة.

* الكذب:-
وبتأمل بعض النماذج، وغيرها مما في كتبهم، نرى أنها:
كذب على الله سبحانه، وكذب على ملائكته، وكذب على كتبه، وكذب على رسله، وكذب على اليوم الآخر، وكذب على القضاء والقدر (خيره وشره)، وكذب على الصحابة، وكذب على أهل الكتاب، وكذب على التاريخ...

أما الكذب على الجغرافية والفلك والجيولوجيا والفيزياء والكيمياء فهو من علومهم اللدنية التي عرفوها بالكشف الذي هو حق اليقين ونور اليقين وعين اليقين؟!
ويكفي القارئ – إذا لم يرد ترويح النفس بقراءة النصوص الكثيرة – أن يقرأ مثلاً (في فصل: نماذج من حكايات الصوفية..) النص الذي عنوانه: «وجعلوا الملائكة معاتيه ومخابيل»
.

* التأويــل:-
للتأويل معنيان:
1- المعنى المعروف في اللغة العربية والواردة به الكلمة في القرآن الكريم:
وهو – كما في «تفسير ابن كثير» -: التفسير والبيان والتعبير على الشيء.
وهو أيضًا: حقيقة الشيء وما يؤول أمره إليه.
وبشيء من إمعان النظر في المعنيين، نرى الثاني امتدادًا للأول وتكملة له، ولتوضيح ذلك:
نقرأ في الكتاب الحكيم: { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ }، و{ إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرً }.
فالله سبحانه سميع بصير، والإنسان كذلك سميع بصير!
لكننا نعرف – بديهيًّا – ودون أي تلكؤ، أن الله سبحانه وتعالى سميع بصير، بالمعنى الكلي الكامل المحيط للكلمتين، فهو سبحانه سميع بصير بلا حدود.
وأن الإنسان سميع بصير، بالمعنى الجزئي الناقص المحدود للكلمتين، فسمع الإنسان وبصره تحدهما عوامل كثيرة.
ومثلها: الحي، الملك، المؤمن، العزيز، الجبار.... إلخ.
ومثلها الأفعال التي يمكن أن تعزى إليه سبحانه، وإلى مخلوقاته، مثل: شاء، أراد، وغيرها.
ومثلها: الأسماء التي يمكن أن تضاف إلى الخالق والمخلوق، مثل: أمر، إرادة، مشيئة... ومنها كلمة «تأويل».
فعندما تضاف كلمة «تأويل» إلى الإنسان، يفهم منها التأويل الجزئي الناقص المحدود.
أما التأويل الذي يعلمه الله سبحانه، فهو تأويل كلي كامل محيط، يشمل التفسير والبيان والتعبير عن الشيء وحقيقته، وما يؤول إليه أمره، وتفصيله الدقيق المحيط...
ومثلاً على ذلك، قوله سبحانه: { اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ }.
فنحن نعرف أن تأويل: { اقْتَرَبَتِ }، (أو تفسيرها)، هو: صارت قريبة «ضد بعيدة»، لكن، ما هي مدة هذا الاقتراب؟ كم عدد أيامه وساعاته ودقائقه؟ ما هي تفصيلاته بدقة؟ وكيف يتم؟ ... إلى آخر الأسئلة، وكلها من تأويل { اقْتَرَبَتِ }،
الذي لا يعلمه إلا الله.
ونعرف أن { السَّاعةُ }، هي نفخة الصور الأولى! لكن، كيف تقوم الساعة؟ ما هي عواملها بالتفصيل؟ وما هي نتائجها بالتفصيل أيضًا؟ والأسئلة كثيرة، والأجوبة عليها من التأويل الذي لا يعلمه إلا الله.
هذا هو المعنى اللغوي القرآن لكلمة «تأويل».
ومن هنا نعرف أن معرفتنا بمعاني القرآن الكريم، مهما تعمقت، تبقى ناقصة، وأن المعنى الكامل يبقى غائبًا عنا، وهو ما يمكن أن يسمَّى «المعنى الباطن»، وهذا هو التأويل الذي يأتي يوم القيامة: { وَلَقَدْ جِئْنَاهُم بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ * {هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاء فَيَشْفَعُواْ لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ }، كما أن دخول أهل الجنة الجنة وأهل النار النار هو أيضًا من تأويله.
2- المعنى الاصطلاحي الذي تتبناه الحركات الباطنية، من صوفية وغيرها، والذي هو موضوع بحثنا:
وهو إعطاء الكلمة معنى يخالف المعنى اللغوي والشرعي المجمع عليه في كتب اللغة والأصول، ويتفق مع العقيدة الباطنية للمؤولين، يفتشون فيه، أو فيها (في اللفظ أو في الجملة) عن أي شيء يمكن أن يكون رمزًا أو إشارة إلى شيء من العقيدة الباطنية، فيبرزونه، موهمين أنه المعنى الحقيقي.

وفي التقية الصوفية، نواجه نوعين من التأويل:
§ تأويل نصوص القرآن والسنة لتتفق مع باطلهم، ويسمونه أيضًا «التفسير الإشاري»، نذكِّر ببعضها:

- (لا إله إلا الله)، تأويلها: لا موجود إلا الله.
- و{ إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى }، تأويلها: إن المخلوقات ترجع إلى ربها الذي صدرت عنه لتندمج فيه.

- { الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ }، تأويلها: عبارة: { يَذْكُرُونَ اللهَ }، يدخل فيها ترديد كلمة: «الله حي» بتقاطيعها لا بألفاظها، وعبارة: { قِيَامًا وَقُعُودً } تشير إلى القفز، وبذلك تكون الآية مشيرة إلى الحضرة الصوفية! وينسون طبعًا أو يتناسون عبارة: { وعَلَىَ جُنُوبِهِمْ }!

- ... { قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي }: معنى كونه ربانيًّا أنه من أسرار علوم المكاشفة ولا رخصة في إظهاره إذ لَمْ يظهره رسول الله صلى الله عليه وسلم ..

- ونزيد في التأكيد بإضافة نص للغزالي في «إحيائه»، مر في مكان سابق من هذا الكتاب، يقول:

... ثم إذا انكشفت لهم أسرار الأمور على ما هي عليه، نظروا إلى السمع والألفاظ الواردة، فما وافق ما شاهدوه بنور اليقين قرروه، وما خالف أولوه...

إذن، فهم يؤولون نصوص القرآن والسنة التي تخالف كشفهم! وهذا يعني:

‌أ- لا يؤمنون إلا بكشوفهم وهلوساتهم كمصدر للاعتقادات والعبادات.

‌ب-ينكرون المعنى الصحيح للنص القرآني أو السني، ويرفضونه.

‌ج- يخافون من إعلان هذا الرفض؛ لأنه يجرد عليهم سيف الردة (سيف الحلاج).

‌د- لذلك يتظاهرون بالإيمان بنصوص القرآن والسنة المخالفة لكشوفهم، ولكنهم يقولون: إن لها معنى باطنًا، هو معناها الصحيح.

هـ- يفتشون في النص عن أي شيء يمكن أن يروا فيه إشارة أو رمزًا لما يعتقدون.

و‌- يسلطون الأضواء على هذا الشيء، ويبرزونه، وكأنه المعنى الحقيقي للنص!

ز‌- وإذا لم يستطيعوا إقناع الآخرين لقبول تأويلاتهم، عمدوا إلى خدعة أخرى؟ فقالوا عن المعنى الصحيح للنص: إنه المعنى الظاهر! وقالوا عن تأويلهم الباطل: إنه المعنى الباطن!

والنتيجـة:
تأويل نصوص القرآن والسنة، هو كفر صراح بالنصوص، وأسلوب للتخلص من عقوبة هذا الكفر، وخداع للمسلمين لجرهم إلى ضلالات التصوف.
§ النوع الثاني من التأويل الذي يمارسه المتصوفة في كل مناسبة هو تأويل ضلالاتهم، وتأويل نصوصهم الدالة على ضلالاتهم؛ لإظهارها وكأنها لا تخالف الشريعة الإسلامية، يفعلون ذلك؛ لأهداف:

‌أ- التستر على باطلهم، والتظاهر بأنهم لا يخالفون القرآن والسنة!

‌ب- الضحك على أذقان المغفلين لئلا يتهموهم بالكفر والزندقة.

‌ج- خداع المسلمين؛ لإقناعهم أن الصوفية من الإسلام، ثم جرهم إليها.

‌د- خداع الذين لا يقتنعون بضلالات الصوفية؛ ليتركوا تلك النصوص تسري بين المسلمين بهدوء ليستطيعوا هم أن ينصبوا شباكهم بهدوء، ويصيدوا بها فرائس جديدة بهدوء، وبهذه الفرائس الجديدة يزيد مدد الشيخ وتستمر مسيرة الكهانة، وبهذه الفرائس الجديدة تزداد قناعة المجاذيب بأن جذباتهم التحشيشية الإشراقية هي فتوحات إلهية، وبأن هلوساتهم هي نور اليقين وعين اليقين وحق اليقين.

وغَفلة المسلمين جعلت المتصوفة يتمادون بالقول بالتأويل! فكلما جئتهم بنص من نصوصهم الضلالية، قالوا لك: هذا له تأويل! فنقول:
إن هذا التأويل، والقول بهذا التأويل، هو كفر وزندقة وردة، وهو كيد للإسلام ومكر بالمسلمين، وضحك على ذقون المغفلين لجرهم إلى أحضان الشياطين، ثم إلى جهنم وبئس المصير.

* الخلاصـة:

للكفر مدخلان:

1- رفض ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم بصراحة، وهذا كفر فيه صدق ووضوح. 2- تأويل ما جاء به محمد، أو بعض ما جاء به، وهذا رفض متستر، وهو كفر فيه خبث ومكر وكيد وخداع، فهو شر من الكفر الأول.

* المغالطة والمراوغة والمخادعة:ـ

سنورد صُورًا سريعة من مغالطاتهم ومراوغاتهم ومخادعاتهم، حيث يأتي في قمتها أمران:
- الطريقة البرهانية الغزالية، أي: مزج الإسلام بالتصوف، وهو ما اعتادوا على تسميته بالتصوف السنّي.
- التأويل الاصطلاحي.

وتكاد كل خدعهم ومغالطاتهم ومراوغاتهم أن تكون فروعًا لهذين الأصلين، منها:

- لو قال قائل: إن الصوفية كفر، لسمع أجوبة كثيرة مثل: الذي يصلي ويصوم ويقرأ القرآن.. هل هو كافر؟

الجواب: إن الصلاة والصيام وقراءة القرآن ليست من الصوفية، بل هي من الإسلام الذي مزج به التصوف، والخمر لا يصير طيبًا ولا حلالاً إذا مزج بالماء أو بالعسل، بل يبقى خبيثًا ومحرمًا، وكذلك الصوفية تبقى زندقةً وكفرًا ولو مزجت بالصلاة والصيام وقراءة القرآن والزكاة والقتال مع المجاهدين في سبيل الله...
- من المغالطات أن نسمع من يتظاهر بنقد التصوف، ويقول برزانة: إنهم يبالغون في التعبد، والمبالغة في التعبد ليست حرامًا، ولكنها قد تثير الملل عند بعضهم...
- مما يرددونه دائمًا وبعناد قولهم عن الآية: { الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ }، تعني الحضرة الصوفية‍!

الجواب: لا تساعد اللغة العربية على هذا الفهم، كما لم يفهمها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك، ولا التابعين ولا تابعوهم، ومعنى الآية هو أن يذكر المسلم الله في جميع الحالات.

- لو عرضت عليهم أحد النصوص الصوفية المشحونة بالكفر والزندقة، فسترى الجواب حاضرًا: «هذا له تأويل‍»‍، أو يقولون: «هذا مدسوس».

- وهذه صورة من أساليبهم في المراوغة، يتسلى القارئ بتحليلها، يقول ابن عجيبة:

... ولذلك كان النظر في الكتب يضعف المسالك لتشعبها وكثرتها عند اختلاف الهمم، لا سيما من جُبلت طبيعته على علم الظاهر، فإنه أبعد الناس عن الطريق ما لم يدَّاركه الله بفتح منه؛ لأن التشريع كلُّ حكْمة منها تحتها حِكَم، مَن لم يفهمها فبستانه مزهر غير مثمر، ومن هنا وقع الإنكار، حتى امتحن الله كثيرًا من الصوفية على أيدي علماء الظاهر عندما نسبوهم للكفر والزندقة والبدعة والضلال! وسر الخصوصية يقتضي ذلك لا محالة، سنة الله التي قد خلت من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلاً، ولو جعلناه ملَكًا لجعلناه رجلاً وللبسنا عليهم ما يلبسون، وما هلكت الأمم السابقة إلا بقولهم إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون، فتحصَّل أن الإنسان إذا جال مع النفس في ميدانها فجاهدها حتى هذَّبها وطهرها من الأوصاف الحاجبة لها، رجعت نفسه حينئذ إلى أصلها، وهي الحضرة التي كانت فيها، إذا لم تكن بينها وبين الحضرة إلا الحجب الظلمانية، فلما تخلصت منها رجعت إلى أصلها نورًا مشرقًا...
- نترك للقارئ التسلية بتحليل ما فيها من المخادعات والمغالطات، لن ننبه إلى نقطة واحدة فقط، هي قوله: «حتى امتحن الله كثيرًا... وسر الخصوصية يقتضي ذلك لا محالة، سنة الله التي قد خلت من قبل..»، فنقول له:
هذا افتراء على الله الكذب، فأكثر من نصف سكان الأرض يؤمنون بسر الخصوصية، هذا الذي تدعيه، ولم يمتحنوا لا هم ولا كهانهم، فالأيونيون والرواقيون والإيلوسيون والغنوصيون والهنادكة والبوذيون والطاويون وغيرهم، كلهم كانوا وما زالوا يحترمون كهانهم الذين يتحققوا بسر الخصوصية ويبجلونهم، ولم يُمتحن أصحاب هذا السر إلى في الإسلام!
لذلك، فإما أن يكون أصحاب سر الخصوصية كفارًا زنادقة، أو يكون الإسلام غير صحيح، ولا ثالث لهاذين الاحتمالين.
- ومن مغالطاتهم، قول محمد المهدي الصيادي (الرواس): «ومما لا يلتفت إليه التشدق بما أبهمه وأوهمه المبتدعة أهل الوحدة المطلقة...».
هذا القول هو مثل قولهم: «علومنا مقيدة بالقرآن والسنة»، ومثل قول قائلهم: «لا يكون الصديق صديقًا حتى يشهد له في حقه سبعون صديقًا أنه زنديق؛ لأن الصديق يعطي الظاهر حكم الظاهر والباطن حكم الباطن»، ويحمل نفس معنى العبارة: «اجعل الفرق في لسانك موجودًا والجمع في جنانك مشهودًا»، وأترك تحليلها للقارئ، مع التذكير بأن أهل الوحدة المطلقة هم الذين يصرِّحون بوحدة الوجود ولا يقيِّدون عباراتهم بالرمز واللغز.
- ومن أساليبهم في المغالطة قول عبد الكريم الجيلي:
.... فلا بد لمنْ يقصد معرفة علمنا هذا.. أن يقيس العلوم الواردة إليه على الأصول المشروعة التي قد ثبتت بالكتاب والسنة والإجماع، فما وجده من تلك العلوم موافقًا للشريعة فيقصده ويتجلى به، وما وجده مخالفًا توقف عن استعماله إلى أن يفتح الله على ما يؤيده من الشريعة، فيستعمله حينئذ...
لملاحظة المغالطة هنا يجب أن ننتبه إلى قول: «وما وجده مخالفًا توقف عن استعماله إلى أن يفتح الله على ما يؤيده من الشريعة».
إذن، فما يخالف القرآن والسنة ليس كفرًا، ولا يجب تركه ونبذه، وإنما يتوقف فقط عن استعماله ريثما يفتح الله عليه (تعالى الله عن الخداع)، بنص يمكن تأويله بما يوافق المخالفة.
- ومن مغالطاتهم ومراوغاتهم قول الجيلي نفسه:
... ثم قال الإمام الأكمل: كل حقيقة لا يؤيدها شريعة فهي زندقة، يريد أن كل علم يَردُ عليك من الحقائق التي لا تؤيدها الشريعة، فاستعمال ذلك العلم زندقة منك؛ لأنك تفعل خلاف الشرائع؛ لأن الحقائق فيها زندقة، إذ ليس في الحقائق مسألة إلا وقد أيدها الكتاب والسنة...
أرجو من القارئ أن ينتبه إلى قوله: «فاستعمال ذلك العلم زندقة منك...»، وأن يحلل بنفسه المغالطة والمراوغة في هذه العبارة وفي النص كله.
- ومن أشهر مغالطاتهم قولهم بالدس عليهم، وهذا مثل منها:
يقول عبد الوهاب الشعراني:
... وكان (ابن عربي) متقيدًا بالكتاب والسنة... وجميع ما عارض من كلامه ظاهر الشريعة وما عليه الجمهور فهو مدسوس عليه، كما أخبرني بذلك سيدي الشيخ أبو الطاهر المغربي نزيل مكة المشرفة، ثم أخرج لي نسخة «الفتوحات» التي قابلها على نسخة الشيخ التي بخطه، في مدينة قونية، فلم أرَ فيها شيئًا مما كنت توقفت فيه وحذفته حين اختصرت «الفتوحات».
- جوابنا: لم يبين لنا القطب الرباني شيئًا من هذه المدسوسات، ثم إن كل ما في «الفتوحات» يدور حول وحدة الوجود، إما تصريحًا، أو بالعبارة الصوفية، ولو حذفناها لما بقي من «الفتوحات» شيء! فما الذي يمكن أن يدس عليها؟ وهل يحتاج البحر الميت إلى دس الملح عليه ليغدو ملحًا؟؟ ثم إن الفتوحات لا يطبعها إلا المتصوفة وأقطابهم، ولا يهتم بدراستها إلا المتصوفة وأقطابهم، فلِمَ لا يحذفون هذا المدسوس؟... والأسئلة كثيرة.
- ويتمم الشعراني مراوغاته:
وقد دَسَّ الزنادقة تحت وسادة الإمام أحمد بن حنبل في مرض موته عقائد زائغة، ولولا أن أصحابه يعلمون منه صحة الاعتقاد لافتتنوا بما وجدوه تحت وسادته.
وكذلك دسوا على شيخ الإسلام مجد الدين الفيروز آبادي صاحب «القاموس» كتابًا في الرد على أبي حنيفة وتكفيره، ودفعوه إلى أبي بكر الخياط اليمني البغوي، فأرسل يلوم الشيخ مجد الدين على ذلك، فكتب إليه الشيخ مجد الدين: إن كان بلَغك هذا الكتاب فأحرقه فإنه افتراء من الأعداء، وأنا من أعظم المعتقدين في الإمام...
الجواب على هذا الكلام (مع غض النظر عن صدقه أو كذبه):
عرف أصحاب أحمد بن حنبل العقائد الزائفة المدسوسة فنبذوها، ولم يبق لها أثر، فلِمَ لا تفعلون مثل ذلك وتنبذون ما في كتب المتصوفة من وحدة الوجود وأساليب التقية وخداع المسلمين؟؟ لِمَ لا تفعلون ذلك؟ إذ لو فعلتم ذلك لأصبحت كتب الصوفية شبه بيضاء.
- يتمم:

وكذلك دسوا على الإمام الغزالي عدة مسائل في كتاب «الإحياء»، وظفر القاضي عياض بنسخة من تلك النسخ فأمر بإحراقها.
وكذلك دسوا عليَّ أنا في كتابي المسمى بـ «البحر المورود» جملةً من العقائد الزائفة وأشاعوا تلك العقائد في مصر ومكة نحو ثلاث سنين، وأنا بريء منها...
- نقول: بمثل هذا يخادعون الذين آمنوا ويغالطونهم ويستجرونهم إلى ظلمات التصوف، أو على الأقل يوهمونهم أن المتصوفة مظلومون مكذوب عليهم، والقول بأنهم دسوا على الغزالي مسائل في «الإحياء» هو كذب، وقوله: إنهم دسوا عليه في «البحر المورود» هو كذب، ومثل هذا الكذب يدل على أن قائله لا يخاف الله ولا يرجو اليوم الآخر، مع العلم أن كتاب «الإحياء» الذي أمر القاضي عياض بإحراقه هو نفس هذا المتداول بين الأيدي الآن.
- ومن أبشع مغالطاتهم ومخادعاتهم في كتبهم التي يترجمون فيها لأعيانهم، أنهم يوردون قبل كل شيء أسماء كبار الصحابة على أنه من أولياء الله المتصوفة ثم يوردون أسماء كهانهم، ويخلطون معهم علماء أجلاء مثل ابن حنبل أو الشافعي أو الثوري أو العز بن عبد السلام أو ابن الجوزي أو غيرهم، فيوهمون الغافلين ويستجرونهم إلى أحضان إبليس.
- وهذا نص من كتاب حديث العهد، قد يزيد عدد الأكاذيب فيه عن عدد سطوره:
«ولما كان أهل الله هم أهل الرحمة الواسعة، وهم أهل الفتوة والشفقة على عباد الله عامةً، فما بالك بمن وقع فيهم من الأمة المحمدية خاصة، سواء كان هذا الوقوع منهم عن قصد أو خطأ في الاجتهاد، فإلى الإمام ابن تيمية ومقلديه مِن أصحاب سوء الظن بعباد الله، أنقلُ هذه العبارة من «الفتوحات المكية» الجزء الأول الصفحة 616:
يقول الشيخ الأكبر: «إن من فتوة أهل هذا الطريق ومعرفتهم بالنفوس أنهم إذا كان يوم القيامة، وظهر ما لهم من الجاه عند الله، خاف منهم من آذاهم هنا في الدنيا..».
- للقارئ أن يتسلى بتحليل هذا النص، لمعرفة ما فيه من افتراء على الله سبحانه ومخادعة ومراوغة ومناقضة للقرآن والسنة وتعالم بالغيب.
لكن هذا الإصرار على الكيد للإسلام والمكر بالمسلمين، بأسلوبه العميق الهادئ الأملس المتلوي الذي يحشو زعاف السم في برشامات جميلة المظهر مكتوب عليها: «أهل الله، أهل الرحمة، الشفقة على عباد الله..»، هذا الإصرار بهذا الأسلوب الخبيث يجعلنا نتوجه إلى الله سبحانه بقلوبنا وكل حواسنا سائلين إياه أن يهدي هذه الطائفة الضالة المضلة، أو أن يكبتها فيقف كيدها ومكرها بالإسلام والمسلمين.
- ومن الملاحظات: يتحدث عن أهل الله الذين هم أهل الرحمة... والجواب:
نعم يوجد في بني آدم مَن هم مِن أهل الله ومن أهل الرحمة.. ولكن ما هو برهان هذا الدعي أنهم هم المتصوفة؟ وهل تكفي وسوسات إبليس للبرهنة على ما يدعيه؟!
- ثم هو يهاجم بأسلوب فيه نعومة أولئك الذين يسميهم: «أصحاب سوء الظن بعباد الله..»، والجواب:
إن الذين يحكمون على التصوف بأنه مستنقع الكفر والزندقة والضلال، إنما يعتمدون في ذلك على النصوص المبينة من القرآن والسنة، وعلى مخالفة الصوفية الواضحة وضوح الشمس في رائعة نهار مشرق لهذه النصوص، جملةً وتفصيلاً، وعلى التزام المتصوفة بالكذب الفاجر الذي لا حدود له، عندما يقولون دون خوف من الله تعالى ولا خجل من عباده: إنهم ملتزمون بالقرآن والسنة! بينما هم في الحقيقة ملتزمون بهلوسات الجذبة التي يسمونها الكشف.
فهل المسلمون الذين يبينون للناس هذا المنكر الماحق، هم من أصحاب سوء الظن بعباد الله؟!
إن إحسان الظن واجب عندما يتعلق الأمر بمسائل شخصية بحتة..
أما إن كان يمس دين الإسلام وأمة الإسلام، فإحسان الظن والسكوت هما دخول في لعنة الله: { لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ * كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ }.
وواجب المسلم العمل على إزالة المنكر، وواجب أصحاب المنكر أن يسرعوا في ترك المنكر مع التوبة الاستغفار، فإن أصروا على منكرهم وعلى الدعوة إلى منكرهم! فهل يستطيع مسلم يخاف الله ويرجو اليوم الآخر أن يحسن الظن بهم؟!

- ثم يورد المؤلف قول شيخه الأكبر: «إن من فتوة أهل... وظهر ما لهم من الجاه عند الله، خاف منهم من آذاهم...» والجواب:
أ‌- إن تزكية النفس هي من كبائر الإثم: { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمْ بَلِ اللّهُ يُزَكِّي مَن يَشَاء وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً * انظُرْ كَيفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْمًا مُّبِينً }، { فَلاَ تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى }، { وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلاَ بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ } .
ب‌- قوله هذا هو، على كل حال، أمر غيبي لا يُعرف إلا بنص من القرآن والسنة، ونصوص القرآن والسنة تحكم عليهم أنهم من أضل عباد الله.

- وهذا نص آخر من نفس الكتاب الذي قد يزيد عدد الأكاذيب فيه عن عدد سطوره، يقول:
وكان الشيخ أبو مدين... إذا قيل له: قال فلان عن فلان عن فلان، يقول: «ما نريد نأكل قديدًا، ائتوني بلحم طري»، وفي رواية: «أطعمونا لحمًا طريًّا، كما قال الله تعالى: { لِتَأْكُلُواْ مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّ } ، لا تطعمونا قديدًا».
يعلق المؤلف فيقول: أي لا تنقلوا إلينا إلا ما يُفتح به عليكم في قلوبكم، لا تنقلوا إلينا فتوح غيركم...
- الجواب: نستطيع أن نعرف المغالطة في هذا الأسلوب والمخادعة، إذا عرفنا أنهم يعتقدون أن الوحي الذي كان ينزل على محمد هو فتوح مثل فتوحهم.
- وكل كتبهم هي من مخادعاتهم ومراوغاتهم، وفي مقدمتها: «اللمع» (ولو أنصف لسماه الظلم)، و«إحياء علوم الدين» (ولو صدق لسماه إحياء علوم الكهانة)، و«الرسالة القشيرية» (رسالة الضلال والدجل)، و«الحكم العطائية» (التي هي نقم ضلالية كفرية)، مرورًا بكل كتبهم حتى الوصول إلى الحديث منها، وإلى ما سيؤلف في آتٍ من الزمن.
إن كل كتاب جديد يُؤلف في التصوف، إنما هو أسلوب جديد في المخادعة والمراوغة والدجل يقدمه مؤلفه ليدعم به مسيرة الكهانة في الأمة الإسلامية.

ومثلاً منها: كتاب من كتبهم الحديثة التي يقتنونها بنشاط، نرى عناوين فصوله كما يلي:
- التعريف: نقرؤه فلا نجد فيه شيئًا من التعريف، وإنما نجد جملاً دعائية يزينون بها الصوفية للقارئ ليخدعوه ويضللوه.
- الاشتقاق: نقرؤه فلا نجد فيه أي بحث علمي صحيح عن الاشتقاق إلا جملاً للدعاية للصوفية.
- ثم نقرأ – كما في كل كتبهم – فصولاً عما يسمونه المقامات، مثل التوبة والزهد الورع والتوكل... إلى آخر ما هنالك، وهي كما رأينا، لا علاقة لها بالطريقة ولا بالحقيقة، وإنما هي أساليب دعائية يزينون بها الدعاية للصوفية بأسلوب ماهر ذكي يخدعون به القارئ الذي يجهل ما هي الصوفية.
- ومن أساليبهم الناعمة في المغالطة، إيرادهم قصصًا عن بعض شيوخهم تظهر تمسكهم بالإسلام أو ببعض سننه، وكيف أنهم ينفرون من الإخلال بالآداب الإسلامية، ويجعلون هذا دليلاً على صحة الصوفية.
والجواب: إن التمسك بالتعاليم الإسلامية وسننها وآدابها هو من الإسلام وليس من الإشراق، والتمسك بالإسلام وآدابه لا يجعل الإشراق إحسانًا، ولا الزندقة إيمانًا، وهم عندما مزجوا الإشراق بالإسلام أساءوا إلى الإسلام ولم يغيروا شيئًا في الإشراق.
- ومن أساليبهم الناعمة في المغالطة: ذكرهم لبعض الطرق التي عمل بعض أتباعها أو مشايخها على نشر الإسلام بين عير المسلمين، أو قاتلوا الاستعمار وجاهدوا لإعلاء كلمة الإسلام.
والجواب على هذا مثل الجواب على سابقه، هو أن العمل على نشر الإسلام والجهاد في سبيل الله هو من تعاليم الإسلام ولا علاقة له بالإشراق، ويبقى الإشراق زندقة وكفرًا ولو جاهد أصحابه في سبيل الله، ويبقى مزج الإشراق بالإسلام ضلالاً بعيدًا وإساءة كبرى للإسلام وتدميرًا للعقيدة في نفوس المسلمين، وهل يصبح الزنا (مثلاً) ولاية إذا مزجه مازج بالإسلام؟!

* الوحدة المطلقة:

الوحدة المطلقة هي التصريح بوحدة الوجود بالعبارة المطلقة، أي غير المقيدة بالإشارة والرمز واللغز، وهذا هو الكفر والزندقة عندهم؛ وهم لا يعنون بالكفر والزندقة الخروج من الولاية والصديقية، لا، وإنما يعنون بها أنها كفر وزندقة بالنسبة للشريعة (التي هي الظاهر) لا بالنسبة للحقيقة، إذ هي عندهم، بالنسبة لحقيقتهم، ولاية وصديقية وقرب ومعرفة لكن يجب أن تبقى مكتومة وألا يعبر عنها إلا بالعبارة الصوفية، وهم في واقع الأمر يستعملون عبارة «الوحدة المطلقة» للخداع والتضليل والتهرب من سيف الحلاج.
وقد مر معنا قول قائلهم: إن الجنيد والشبلي أفتيا بزندقة الحلاج وبقتله، وهما يعلمان أنه ولي الله حقًّا، كما رأينا قول عارفهم الغوث: «وبويعت في الحضرة على التباعد عن أناس ابتُلوا بالانتقاد والاعتراض على أولياء الله تعالى، وذلك فيما يقبل التأويل»‍ وهو يعني بهذا أن العبارة الصوفية يجب أن تكون قابلة للتأويل ليمكن بذلك خداع المسلمين! أما إن لم تكن قابلة للتأويل فالذنب ذنب الصوفي عندئذ؛ لأنه سيكون من أهل الوحدة المطلقة، الذين لا يُقيدون عبارتهم بالإشارة والرمز واللغز التي تجعل التأويل ممكنًا، والتي هي مجن الطريقة البرهانية الغزالية التي تترست به، استطاعت أن تخدع المسلمين وعلماء المسلمين طيلة تسعة قرون أو تزيد، واستطاعت بذلك أن تصل إلى غاية إبليس من ورائها بتحريف العقيدة الإسلامية في النفوس، ودفعها إلى التخبط في ظلمات بعضها فوق بعض، وإيصال المجتمعات الإسلامية إلى ما هي عليه من فساد وضياع.
ومثال ممن يقولون عنهم إنهم من أهل الوحدة المطلقة «ابن سبعين» لمثل قوله:
كم ذا تموه بالشعبين والعلـــم *** والأمر أوضح من نار على علم
فهو يطلب ترك التمويه بالإشارة والرمز (كم ذا تموه بالشعبين والعلم)، ويدعو إلى الصدع بحقيقتهم التي هي في نظره أوضح من نار على علم، وقولهم عنه إنه من أهل الوحدة المطلقة لا يعني مطلقًا أنهم لا يعتقدون بولايته العظمى وقطبيته، هذا إن لم يكونوا يعتقدون بغوثيته.
ومثله عمر بن الفارض، لمثل قوله:
وصرح بإطلاق الجمال ولا تقـل *** بتقييده ميلاً لزخـرف زينــة
وكلنا يعلم أن عمر بن الفارض عندهم هو سلطان العاشقين، حتى قال فيه شاعرهم:
لم يبق صيب مزنة إلا وقــــد *** وجبت عليه زيـارة ابن الفارض
ومن المشيخات الصوفية التي يجعلونها من أهل الوحدة المطلقة «الطريقة السبعينية»؛ لأن ذكرهم كان: «ليس إلا الله» بدلاً من: «لا إله إلا الله»؛ لأن عبارة: «ليس إلا الله» تصرح بوحدة الوجود، ولا تقيدها بالإشارة والرمز واللغز.
وأُعيد القول: إنهم يعنون بعبارة «الوحدة المطلقة» أي الوحدة غير المقيدة بالإشارة والرمز واللغز.

( المرجع : الكشف عن حقيقة التصوف ، للأستاذ عبدالرؤوف القاسم ، ص 713 – 731 بتصرف يسير ) .

الاثنين، 20 سبتمبر 2010




السـلام عليـكم ورحــمة الله وبركـاته

عائشة

حصاد الإفــك !
قصيدة : عطر الياسمين في مدح أم المؤمنين انقر على البنر


فلاش حبيبة رسول الله أم المؤمنين عائشةرضي الله عنها
لم يأت شاتم النبوّة زنديق لندن بجديد عندما تطاول على شرف الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فقد كرر قصة عبدالله بن أبي بن أبي سلول نفسها وأعاد تولي كبـْر الإفك المتجدِّد وكانأهلاً لهذا المقام اللعين وأحـقّ به فالله تعالى يستعمل في مراضيه أحباب الرسل وأحـباب صحابتهم ويستعمل في مساخطه أعداءهم في كلِّ عصر .

كما أنـَّه لم يأتِ بجديد عندما صرح بما يخفيه أهل مذهبه في كتبهم وأبان ما يتكتّمون عليه في مؤلفاتـهم وأوضح ما سطرته أيديهم المأفونة في مصنفاتهم استمرارا للعقيدة السلولية نفسها عبـر القـرون .
( ولتستبين سبيل المجرمين ) ولنضع أمامكم البرهان الواضح إليكم هذه الوثيقة المشهورة التي تمتلىء بهـا كتبهم ويتم تداولها بكثرة في مواقعهم الإلكترونية أعني ما يُسمـَّى دعاء ( صنمي قريش ، وابنتيهما ) ويقصدون : الصديق ، والفاروق ، وعائشة ، وحفصة ، رضي الله عنهم أجمعين

إليكم هذه الوثيقة مع بيان كيف أنَّ مراجعهم العظام توثّقهـا بل تجعلها من أفضل الأدعيـة في مذهبهـم :
( اللهم العن صنمي قريش ، وجبتيهما ، وطاغوتيهما ، وإفكيهما ، وابنتيهما ، الذين خالفا أمرك ، وأنكرا وحيك ، وعصيا رسولك ، وقلبا دينك ، وحرفا كتابك .. اللهمّ ألعنهـما وأنصارهما .. إلى آخـره .. فهو دعاء طويل ، وفي آخره تقول أربع مرات : اللهم عذّبهما ـ يقصدون أبابكر وعمر ـ عذاباً يستغيث منه أهـلُ النار ) !
ثم قالوا في إفكهـم : روى هذا الدعـاء ، الشيخ تقي الدين إبراهيم بن عليبن الحسن بن محمد بن صالح العاملي، المعروف بالكفعمي في كتاب المصباح ص 552 _ 553 الطبعة الثانية من منشورات مؤسسة الأعلمي للمطبوعات بيروت لبنان،
وفي بحارالأنوار للعلامة المجلسي 85/240 عن المصباح للكفعمي : إنَّ دعاء (صنمي قريش ) عظيم الشأن رفيع المنزلة وهو من غوامض الأسرار وكرائم الأذكار عن أمير المؤمنين أنه كان يقنت بـه ويواظب عليه في ليله ونهاره وأوقات أسحاره وقد ذكر بعض العلماء أن قراءة هذا الدعاء مجرب لقضاء الحوائج ! وتحقق الآمال ! وقد روي أنّ الداعي بهذا الدعاء ، هو كالرامي مع النبيَّ صلى الله عليه وسلم في بدر ! وأحد ! وحنين بألف ألف سهم !
وذكره القاضي السيد نور الله الحسيني المرعشي التستري الملقَّب بمتكلِّم الشيعة في إحقاق الحق 1/337 ، منشورات مكتبة آية الله المرعشي قم إيران
وقد ذكر صاحب الذريعة إلى تصانيف الشيعة 8/192 أنّ هذا الدعاء محل عناية علمائنا حتى إنّ أغا بزرك الطهراني ، ذكر أنّ شروحه بلغت العشرة !
وورد هذا الدعاء في كتاب مفاتيح الجنان ص 114 ، للمحدث الشيخ عباس القمِّي
( ولايكاد يحج أحد منهم إلى كربلاء والنجف وهو عندهم أفضل من سبعين حجة للكعبة !! ـ إلاّ وفي يده مفاتيح الجنان هذا !! )

وذُكر هذا الدعاء فيكتاب إكسير الدعوات ص60 لعبدالله بن محمد بن عباس الزاهد ، طبعة مكتبة الفقيه _ الكويت _السالمية .
وقد ورد هذا الدعاء في كتاب تحفة العوام منظور حسين ص422 وما بعدها ، وذكر أنه مطابق لفتاوى ستة من كبار المراجع وهم : السيد محسن الحكيـم ، السيد أبو القاسم الخوئـي ، والسيد روح الله الخميني، الحاج السيد محمود الحسيني الشاهرودي ، الحاج سيد محمد كاظم شريعتمداري ، العلامة سيد علي نقي النقوي.
وقال آية الله العظمى السيد شهاب الدين الحسيني المرعشي في حاشيته على إحقاق الحق لنور الله الحسيني المرعشي 1/337 هامش : ( إعلم أنَّ لأصحابنا شروحا على هذا الدعـاء منها الشروح المذكورة منها كتاب ضياء الخافقين لبعض العلماء من تلاميذ الفاضل القزويني صاحب لسان الخواص ومنها شرح مشحون بالفوائد للمولى عيسى بن علي الأردبيلي ، وكان من علماء زمان الصفوية ، وكلها مخطوطة وبالجملة صدور هذا الدعـاء ، مما يطمئن به لنقل الأعاظم إيـّاها في كتبهـم ، واعتمادهم عليها ) إنتهت الوثيقة
ولاريب أنَّ كلَّ هؤلاء النتنى يجب أن يُقدَّموا لحكم الشريعة وليس شاتم النبوة زنديق لندن لوحـده فهذا الجرذ المبلَّل بالنجاسة خرج من مجاري تلك الحشوش الكبيرة وتغذَّى من فضلاتها حتى إذا امتدت خاصرتاه إندلع لسانه فقاء خبثَه قبل أن يتداركوه فيمنعوه من إخراج خبيئتهم النتنة لئلا يفضحهم لكنه فعل .
هذا وإنَّ فيما جرى عـبر وفوائد عظيمة نحصدها فيما يلي :
1ـ فيه أنَّ الله تعالى لما أظهر الإسلام وصار لهذا الدين صيت في الأرض وأقبل الناس عليه أفواجا أراد أن يُذكر أصحابُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم لما لهم من فضل نشره الأول وحمله إلى العالم
فتسلَّط هؤلاء الكلاب النابحة على سيرتهم العطرة فأقبل الناس يقرؤون عنهم ويعرفون فضلَهم وذلك كما قال الله تعالى في قصّة الإفك لما تكلم أهل النفاق في عائشة رضي الله عنها ( لاتحسبوه شراً لكم بل هو خيرُ لكم ) وهذه الآية الكريمة تشملها أيضا رضي الله عنها فقد نالت من الخير ما لم يكن يخطر على بالها كما قالت هي إذ تولـّى الله تعالى إنزال صـكِّ براءتها بذاتـه بكلامه المقدس ونزل به جبريل بنفسه وأوحاه إلى خير البشر صلى الله عليه وسلم وجعله قرآنا يتلى في المحاريب في الأرض كلِّها عبـر الأزمنة كلِّها فما أعظمه من خير نالتهُ حبيبةُ رسول الله صلى الله عليه وسلم .

ولاجرم فإنَّ كلَّ مقارنٍ تصيبُه من بركة مصاحبِهِ على قدر عظمة مَنْ صاحبه ، وهذه الزوجة الطاهرة المطهرة نالت بإقترانها بسيد الخلق ، وإمام المرسلين ، هذه الكرامة العظيمـة ، والنعمـة الجسيمـة .
وتأملوا كيف انتشر الترضِّي عليها رضي الله عنها وتذاكـر فضائلهـا مع إنزال اللعائن على شاتمهـا وذلك في العشر الأواخر من رمضان فسبحان المتفضّل على من يشاء من عباده بفضله العظيـم .
ولنتأمـَّل أيضـا ما في قوله تعالى : ( ولولا إذ سمعتوه قلتم ما يكون لنا أن نتكلَّم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم )
فقد أمرنا الله تعالى أن نسبحّه هو سبحانـه ونقدسه ، وننزهه جـلَّ في عُلاه عندما يتكلـَّم أحـدٌ في عائشة رضي الله عنه
ننـزِّهُـهُ عـن أن يختـار لنبيّه المصطفى ورسوله المجتبى وخليله المحتفى زوجـة إلاَّ أطهر الزوجات وأشرف القرينات و أكمل النسـاء .

وبهذا النص القرآني ، فإنَّ من يتنقص عائشة رضي الله عنها إنما يشتم ربَّنـا ويسبُّ نبيَّنا ويكفر بقرآننـا وليس بعد هذا كفر بل من لم يكفّر هذا المتنقِّص فهو كافـر مثله .
2ـ هذا الإفك الذي نفثه زنديق لندن فتح أعين كثـير من المسلمين على حقيقة ما يريدُهُ هؤلاء المنافقون من ديننا وبلادنا لو مُكّنـوا فيها فقـد فتح أعينا عميا وآذانا صما وقلوبا غُلـفا ذلك أنَّ من الناس من لايستفيق إلاَّ بالصدمة ، وهذا من فوائدهـا .
ومعلوم أنَّ الطعن في عائشة رضي الله عنها هدفه الطعن في النبوة بتلطيخ شرفها
وأيضا الطعن في نقل عائشة رضي الله عنها الجانب الشخصي من حياة النبي صلى الله عليه وسلم لتبطل الأحاديث فتذهب فائدة الرسالة لأنها مكثرة جداً في هذه الروايـة
وقـد كـان من حكمة تزويجها صغيرة من النبي صلى الله عليه وسلم لكي تحفظ حياته الخاصة وتطلع على أحواله التي لايطلع عليها صحابته وهو في بيـته وذلك في سن ينطبع في قلبها كلُّ شيء
ثم تعيش بعده عمرا لترويه ولتنشره في الناس ولهذا لم ترزق الأولاد لئلاّ تشغلها تربية الأولاد عن هذه المهمّة التي هيئها الله تعالى لها وهي رواية الجانب المخفي وراء جدار بيت النبوة الشريـف .
ولهذا تطعن الرافضة في أبي هريرة المكثر في روايـته سيرته صلى الله عليه وسلم خارج بيته ، وعائشة رضي الله عنها المكثرة في رواية سيرتهداخـل بيته وذلك لإبطال السنة برمتها كما حاولوا إبطال القرآن بدعوى تحريفـه
3ـ لايخفى على من يعرف حقيقة هذا المخطـَّط الصفوي الذي يشتعل أوارُه ، وتضطـرم نارُه هذه الأيام ، أنَّ إنكار من أنكر منهم على زنديق لندن ، ليس لأنه قال ما لايعتقدون
كــــلا ...
بل لأنـَّه قاله قبل أوانـه .
ومعلوم أنَّ كراهيتهم لعائشة رضي الله عنها ولأبيها ، ولحفصة رضي الله عنها ولأبيها وإعتقادَهم البراءة منهم ، أنـَّه من أشهـر عقائدهـم ، التي يعرفها العامة قبل الخاصة ، وسبب ذلك أن تحريمهـم التسمية بهذه الأسماء بينهم ، أعظـم عندهـم من تحريم المحرمات القطعيـّة ، كشرب الخمر ، وعمل قول لـوط والزنا ، والربـا ،
ولهذا يعرف عامة الناس عقيدتهم في أخصِّ أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وزوجاته وأنها البراءة منهم وبغضهم ، ولعنهـم كما تعـلـم العامـّة أنَّ كلَّ ما يقولونه خلاف ذلك فهو من التقية .
وكلّ من خالطهم يعرف أنهم يتسامحون في تلك الموبقات العظيـمة وأنها تُغفـر بحبِّ علي ـ رضي الله عنه ـ ما لايتسامحون بالتسمية بإسم عائشة ، أو حفصه ، أو عمر ، أو أبو بكر ، أو عثمان ، رضي الله عنـه أجمعـين ، فهـذه عندهم لاتغفـر أبدا حتى يغيـّر الإسـم !!
ويستحيل أن تجد في إيران كلّها _ إلاّ مدن السنة _ ولا في جنوب العراق _ إلاّ عشائر السنة _ ولا مناطقهم في بلاد الخليج ، ولاغيرها ، إسم عائشة رضي الله عنها قـط ، وإن هذا الإسم من أبغض الأسماء إليهم ، قاتلهم الله ، وقبحهـم .
وكلُّ هؤلاء الذين يستعملون التقية في التبرؤ من كلام شاتم الرسول زنديق لندن لايُسمِّي زنديـقٌ منهم ابنته عائشة رضي الله عنها حتى يلـج الجمل في سمِّ الخياط ، بل يرى ذلك من أعظـم المنكرات وأشدّ المحرّمات وهذا أعـظم دليل على كذبهم ونفاقهـم وأنهم يبطنون عقيدة هذا الخبيث زنديق لندن شاتم النبوة .
ولهذا السبب أيضـا لم يحرّك مراجعهـم ساكنـاً للرد على شاتم الرسول زنديق لندن كما فعلوا ضد الشيخ العريفي حفظه الله ، عندمـا قال كلمتين فقط عن السستاني : ( زنديق فاجر ) فأقاموا الدنيا ولم يقعدوها ، بينما كانَّ الأمر لايعنيهـم إذا شتمت أم المؤمنين رضي الله عنهـا .
ولولا إثارة أهل الإسلام الضجّة على هذه الجريمة وخوف مبغضي عائشة رضي الله عنها _ غير المراجع _ من أن يتسبَّب سكوتهـم بفقدان مكاسب تحصَّلوا عليها بالتقية السياسية تحت شعاراتهم الكاذبة عن ( نبذ الطائفية ) و( الحوار الوطني ) لما نطلقوا ببنت شفـة
4ـ ولهذا فالواجب أن نتجاوز الوقوف على ( حادثة الإفك اللندني ) إلى فضح المشروع برمته والمخطـط الأكبـر ،
فنشير بإلإصبع إلى صورة هذا الخبيث شاتم الرسول ثـم نحركها فننقلها لنضعها في موضعها الصغير من الصورة الكبيـرة للمشروع الصفـوى
وإنـه من الخطـأ الجسيم الوقوف عليها وعندهـا فحسـب.
5 ـ هذا .. ومن يقرأ إعترافات شاتم الرسول زنديق لندن ، التي أوضح فيها كيف خرج من المعتقل في الكويت ، ووجد من سهـَّل له كلَّ شيء ، وأمـدّه بما يحتاج ، حتى جواز السفر العراقي ، وما استُقبل به من حفاوة ، في تنقلـّه ، حتى استقر في لندن ، وأُمـدَّ بالأموال ليقيم له مركزا ، ويقوم بأنشطته في محاربة الإسلام ، والنيل من ثوابـته ، غير عابىء بمصادر التمويل له ، ولمركـزه
من يقرأ إعترافاته ، يتبين له أنه عملُ مؤسسةٍ بدعـم مالي ، ومعنوي ، تقف وراءه دول !
وليس الحـدث كما يحـاول أن يستغفلنا المستغفلـون أنـّه صوت نشاز لايمثل إلاّ نفسه !!
6ـ هدف هؤلاء المنافقين في إثارة الكلام القبيح في شتم النبوّة ، هو تعويد الناس على سماعه ، وكسر المحرمات في باب الصحابة الكرام ، ولايفوِّت عليهم هذا الهدف إلاّ جعلهـم يندمون أشدّ الندم على إطلاق ما أطلقـوه من القبائـح ، وذلك بجعله يُعـقب من الآثار المدمّرة عليهم مالـم يخطـر على بالهم ، ولا قدَّرته عقولهم المريضة ، ومن أعظـم الوسائل إشتداد صيحات النكير التي تؤدي إلى الحصار التـام لهذه الجريمة ، ثم بتـرها.
7ـ يجب أن نركز على العبرة بالخواتـيم في التحرُّك ضد هذا الحدث وما وراءه وأنَّ هذا الحدث الجزئي إذا خُتم بإلحاق الهزيمة بالفكرة التي يحملها ، وبجعله عبـرة ، فإنـَّه يسجل هزيمة أخرى بمشروعهم برمّته ، ويؤخّـره ، ولهذا يجب أن لاتتوقف الحملة عليه إلاّ بتحقيق هذه النهاية .
8ـ وليُعلـم أنَّ هذه الجريمة كما أنها الردَّة بعينها فيها أيضـا حقُّ للأمـّة بأسرِها لأنها في حقِّ أمِّ جميـع المسلمين ، وهم جميع الأمـّة الممتدة حضارتهـا عبـر القـرون ، والآن عبر الكرة الأرضية كلَّها من اليابان والصين إلى سواحل أمريكا الغربية فكلِّ مسلم مخاطب بالتحرك ضد هذه الجريمـة ، فالإسلام لايعترف إلاّ برابط الإيمان وحده ، فهـو فوق الجنسيات ، والتبعيـّات للدول ، وفوق القوانين المحلية ، والدولية ..إلخ
بل العلاقـة هنـا بين الله تعالى منزّل القرآن ، ومرسل الرسول الكريم صلّى الله عليه وسلّم ، وبين أمّتـه التي اختارها الله في الأرض واختار لهـم أمهاتٍ بنفسه المقدسـة ، فقـال ( وأزواجـه أمهاتهم ) ، ولهذا فـ ( ملفّ) هذه الجريمة النكـراء ، يبقـى مفتـوحا في شريعة الله تعالى ، وعند أمّة محمد ـ صلى الله عليه وسلـم ـ حتى يتمّ إنفاذ حكم الله الشرعي الإلهي.
9ـ يجب أن لاننسى هنا الدور البريطاني الخبيث الذي يؤوي سلمان رشدي ثم تمنحه الملكة لقب فارس ! وتسليمة نسرين ، وشاتم الرسول الكويتي هذا ، وغيره من أعداء الإسـلام ، وما رواء هذا الدور من أهداف خبيثة تستهدف الإسلام ، وكذلك الدول الغربية التي تتلقف كل زنديق مارد ، فتؤويه ، وتكـرمه ، وتشجعه على نشر كفره ، وضلاله
ومن المهـم أن لاننسى أن نقرن بين كلِّ هؤلاء في نطـاق واحـد .
10 ـ من الواضح أنَّ هؤلاء المنافقين الصفويـين الحاقدين ، أعداء الإسلام ، يتحرَّكون حراكاً ممنهجا ، يقوم على الإنفـاق المالي الكبير على المنابر الإعلامية ، لاسيما الفضائيات ، لتحقيـق أوسع انتشـار في فضـاء العالـم الإسلامي ، بهدف تهيئة العالم الإسلامي لإستقبال التشكيك في الثوابت مع كثرة الترديد ، وطرقه الأسـماع ، وإنتشاره في وسائل الإعـلام .
كما أنـَّه من البيـّن جدا ، أنَّ الهجمة الغربية الشرسـة على الجمعيات الخيرية الإسلامية ، والمنابر الدعوية الإسلامية ، ورموز الدعـوة ، وملاحقـتهـم تحت تهمة ( الإرهـاب ) ، منذ عقـد من الزمـان ،
تزامن مع غض الغـرب طرفـه عن كلِّ مخططات التمدد الصفوي الإيرانـي ، رغم المعرفة التامة من قبل الدوائر الغربية بسيـر الأموال التي تخدم هذا المخطط ، وأنّ منها ما يذهـب إلى تدريب الكوادر على التفجير، والتخريب ، في بلاد حليفة للغرب منذ عقـود ، ومع ذلك لم توضع هذه كلُّها في دائرة ملاحقة ( الإرهاب ) !! ،
ومن آخر ذلك ، تجاهل بريطانيا طلب حلفائها في دول الخليج طرد قادة المخطط الإنقلابي في البحرين ، رغم أنهم المسؤولـون عن العمليات ( الإرهابية ) الوحشـية التي تجـري في البحرين !
وكذلك ما يجري في الكويت من حركة أموال هائلة تحت إشراف الحرس الثوري وتوابعـه ، مع حراك محمـوم واضح لكوادر حزبية تابعة لإيران ، كويتية ، وغير كويتية ، عبر مربع ( الكويت ، إيران ، العراق ، سوريا ولبنان ) وكأنهـا تمهـّد لولادة تغيير إقليمي وشيك !!
ومن العجـب أنَّ هذه الحقيـقة المثيرة للدهشة ، لايكـاد أحـدُّ يتحدث عنها ، وكأنها السـرُّ المكنـون المحـرَّم !
وليس لهذا تفسير _ كما ذكرت مرارا في مقالات خلـت _ إلاَّ الفرح الصهيوغربي بمصـاب الإسلام بهذه الفئة الضالة المفتونة ، وأنهم لم يجدوا من أهل النفاق مثلهم من ينقـب حصـن الإسلام من داخله .
غير أنَّ الله تعالى وعَـدَ هذه الأمـّة ، ووعدُه الحـقّ ، أن يجعلَ كيدَ أعدائِها في نحرهم يعـود ، ويريهـم آياته فيمن يمكـر السوء بهذا الدين ، وهـم شهـود .

ونسأل الله تعالى أن يستعملنا في هذا الوعد الحـقّ ، وأن يوفّقنا للجهـــــــاد للدفاع عن ثوابت الدين ، وأن يشرفنا بالذود عن مقام النبوّة ، وأمّهاتنا أمّهاتنا المؤمنين ، وأصحاب النبيِّ الكرام عليهم من الله تعالى الرضوان إلى يوم الدين ثم أبد الآبـدين آمين
اليوتيوب النقي ( صفحة خاصة عن أم المؤمنين عائشة )

الرابط يرحمكم



الأربعاء، 8 سبتمبر 2010

تكبيرات صلاة العيد

تكبيرات صلاة العيد

http://www.soonaa.com/vb/showthread.php?p=11453#post11453


صلاة العيد

الجواب السديد لمن سأل عن تكبيرات صلاة العيد


[size=25]الجواب السديد لمن سأل عن تكبيرات صلاة العيد

أحمد إسكينيد


مقدمة .....
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ...

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ...

َيا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ...

يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً ...

فإن خير الحديث كلام الله، وخير الله الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار .

أما بعد :

فهذه أجوبة مختصرة ، عن بعض الأسئلة التي تخص تكبيرات الزوائد في صلاة العيد ....



السؤال الأول :
متى تقال التكبيرات ؟

الجــــواب :
اختلف الفقهاء في موضع هذه التكبيرات على قولين :

القول الأول :
تُقال بعد دعاء الاستفتاح .
أي أن المصلي يبدأ في التكبير بعد دعاء الاستفتاح وقبل التعوذ والقراءة .

وهذا قول الحنفية [حاشية ابن عابدين (2/172)] ، والشافعية [الأم (1/395)] ، ورواية عن أحمد [شرح الزركشي (2/223)] .

واستدلوا :
أن دعاء الاستفتاح شُرع للصلاة ، فيكون في أول الصلاة ، ويأتي بعدها التكبيرات ثم التعوذ ثم القراءة .

قال النووي : "مذهبنا أن تكبيرات الزوائد تكون بين دعاء الاستفتاح والتعوذ" [المجموع (5/20)] .
وقال أيضاً :"ويكون التكبير في الأولى بين دعاء الإستفتاح وبين التعوذ وفي الثانية قبل التعوذ" [الأذكار (ص202)] .
واختار هذا القول الإمام السرخسي [المبسوط (2/42)] .
وأختار هذا القول أيضاً الشيخ بن باز [شرح بلوغ المرام (519)] .
والشيخ الفوزان [الملخص الفقهي (ص213)] .
وبذلك أفتت اللجنة الدائمة [فتاوى اللجنة الدائمة (1732)] .

القول الثاني :
تُقال قبل دعاء الاستفتاح .
أي أن المصلي يبدأ في تكبيرة الإحرام ثم يُكبر ثم يدعوا دعاء الاستفتاح ويتعوذ ويقرأ .

وهذه رواية عن أحمد [التمام (1/243)] .

وقالوا : إن الاستفتاح يليه الاستعاذة وهي قبل القراءة .

القول الثالث :
أن المُصلي مُخير في ذلك .
وهي رواية عن أحمد حكاها المرداوي [الإنصاف (5/341)] .

الراجـــــــح :
الأمر فيه سعة فإن أخذ بالقول الأول فلا حرج عليه .
وإن أخذ بالقول الثاني فلا حرج عليه .



السؤال الثاني :
كم عدد التكبيرات في صلاة العيد ؟

الجــــواب :
اختلف الفقهاء في عدد التكبيرات في صلاة العيد على ثلاثة أقوال :

القول الأول :
يُكبَر ثلاث تكبيرات بعد تكبيرة الإحرام ، وثلاث تكبيرات في الثانية بعد القراءة وقبل الركوع .

وهذا قول الحنفية [حاشية إبن عابدين (2/172)] ، ورواية عن أحمد [الإنصاف (2/341)] .

واستدلوا :
بما روي عن إبن مسعود رضي الله عنه أنه كبر أربعاً ثم قرأ ثم كبر فركع ، ثم يقوم في الثانية ثم يُكبر أربعاً .
[رواه ابن عبد الرزاق في مصنفه (5687) كتاب العيدين باب التكبير في الصلاة ، وصححه ابن حزم في المحلى (5/83)] .

وبما روي عن إبن عباس رضي الله عنه أنه كبر أربعاً ثم قرأ ثم كبر فركع ، ثم يقوم في الثانية ثم يُكبر أربعاً .
[رواه ابن عبد الرزاق في مصنفه (5687) كتاب العيدين باب التكبير في الصلاة] .

القول الثاني :
يُكبر سبع تكبيرات مع تكبيرة الإحرام ، وستة مع تكبيرة القيام للركعة (أي قبل القراءة) .

وهذا قول مالك [المدونة (1/169) ، الكافي (1/264)] ، ومذهب الحنابلة[المغني(3/271)] .

واختاره هذا القول شيخ الإسلام إبن تيمية [مجموع الفتاوى (20/365)] ، وتلميذه إبن القيم [زاد المعاد (1/444)] .

واستدلوا :
بما روي عن إبن عمر أنه شهد الضحى والفطر مع أبي هريرة فكبَرَ في الأولى سبع تكبيرات قبل القراءة ، وفي الآخرة ستَ تكبيرات قبل القراءة .
[رواه أبي داود في سننه (1151) كتاب الصلاة باب التكبير في العيدين ، والترمذي في جامعه (536) كتاب الجمعة باب ما جاء في التكبير في العيد ، وابن ماجة في سننه (1297) كتاب إقامة الصلاة باب ما جاء في تكبير الإمام في صلاة العيد] .

قال مالك "وهو الأمرُ عندنا" [الموطأ (ص115) ، وشرح الزرقاني على الموطأ (1/513)] .
وقال ابن عبد البر "وعليه جرا عمل أهل المدينة" [الاستذكار (8/53) ] .

وبما روي عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يُكبر في الفطر والأضحى في الأولى سبع تكبيرات ، وفي الثانية خمس تكبيرات سوى تكبيرة الركوع .
[رواه أبي داود في سننه (1149) (1150) كتاب الصلاة باب التكبير في العيد ، وابن ماجة في سننه (1280) كتاب إقامة الصلاة باب ما جاء في تكبير الإمام في صلاة العيد ، والدار قطني في سننه (2/46) وصححه الألباني في صحيح أبي داود (1019)] .

وأختار هذا القول الشيخ عبد العزيز بن باز [شرح بلوغ المرام (519)] .
وأختار هذا القول أيضاً الشيخ عبد المحسن العباد [كتب ورسائل عبد المحسن العباد (5/260)] .

القول الثالث :
يُكبر سبع تكبيرات بعد تكبيرة الإحرام ، وخمس تكبيرات بعد تكبيرة القيام .

وهو قول الشافعية [الأم (1/395)] ، واختاره ابن عبد البر [الكافي (1/264)] ، وابن حزم [المحلى (5/83)] .


واستدلوا :
بما روي عن إبن عمر أنه شهد الضحى والفطر مع أبي هريرة فكبَرَ في الأولى سبع تكبيرات قبل القراءة ، وفي الآخرة ستَ تكبيرات قبل القراءة .

الثلاثاء، 7 سبتمبر 2010

أريد أن أعرف هدي النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة العيدين .

هدي النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة العيدين
الرسول العيد الصحابة السنة النبوية

أريد أن أعرف هدي النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة العيدين
.

الحمد لله

كان صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصلي العيدين في المصلى ، ولم يثبت عنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه صلى العيد في مسجده .


قَالَ الشَّافِعِيّ فِي الأُمّ : بَلَغَنَا أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَخْرُج فِي الْعِيدَيْنِ إِلَى الْمُصَلَّى بِالْمَدِينَةِ وَهَكَذَا مَنْ بَعْده إِلا مِنْ عُذْر مَطَر وَنَحْوه , وَكَذَا عَامَّة أَهْل الْبُلْدَان إِلا أَهْل مَكَّة . اِنْتَهَى .
وكان يلبس للخروج إليهما أجمل ثيابه ، فكان صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ له حُلَّة يلبسها للعيدين والجمعة .
(والحُلَّة ثوبان من جنس واحد) .
وكان يأكل قبل خروجه في عيد الفطر تمرات ، ويأكلهن وترا .
روى البخاري (953) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يَغْدُو يَوْمَ الْفِطْرِ حَتَّى يَأْكُلَ تَمَرَاتٍ ، وَيَأْكُلُهُنَّ وِتْرًا .


وَقَالَ اِبْنُ قُدَامَةَ : لا نَعْلَمُ فِي اِسْتِحْبَابِ تَعْجِيلِ الأَكْلِ يَوْمَ الْفِطْرِ اِخْتِلافًا . اِنْتَهَى .



والْحِكْمَةُ فِي الأَكْلِ قَبْلَ الصَّلاةِ أَنْ لا يَظُنَّ ظَانٌّ لُزُومَ الصَّوْمِ حَتَّى يُصَلِّيَ الْعِيدَ .



وقيل : مُبَادَرَةً إِلَى اِمْتِثَالِ أَمْرِ اللَّهِ تَعَالَى بوجوب الفطر بعد وجوب الصوم .
فإن لم يجد المسلم تمراً أفطر على غيره ولو على ماء ، حتى يحصل له أصل السنة . وهي الإفطار قبل صلاة عيد الفطر .
وأما في عيد الأضحى فكان لا يطعم حتى يرجع من المصلى فيأكل من أضحيته .
وروي عنه أنه كان يغتسل للعيدين ، قال ابن القيم : فيه حديثان ضعيفان . . ولكن ثبت عن ابن عمر مع شدة اتباعه للسنة أنه كان يغتسل يوم العيد قبل خروجه اهـ .
وكان صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يخرج إلى صلاة العيد ماشيا ، ويرجع ماشياً .
روى ابن ماجه (1295) عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْرُجُ إِلَى الْعِيدِ ، مَاشِيًا وَيَرْجِعُ مَاشِيًا . حسنه الألباني في صحيح ابن ماجه .
وروى الترمذي (530) عن عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ : مِنْ السُّنَّةِ أَنْ تَخْرُجَ إِلَى الْعِيدِ مَاشِيًا . حسنه الألباني في صحيح الترمذي .
قَالَ الترمذي : وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا الْحَدِيثِ عِنْدَ أَكْثَرِ أَهْلِ الْعِلْمِ يَسْتَحِبُّونَ أَنْ يَخْرُجَ الرَّجُلُ إِلَى الْعِيدِ مَاشِيًا . . . وَيُسْتَحَبُّ أَنْ لا يَرْكَبَ إِلا مِنْ عُذْرٍ .
وكان صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا انتهى إلى المصلى أخذ في الصلاة من غير أذان ولا إقامة ولا قول الصلاة جامعة ، والسنة أنه لا يُفعل شيءٌ من ذلك .
ولم يكن يصلي في المصلى قبل صلاة العيد أو بعدها شيئاً .
وكان صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يبدأ بالصلاة قبل الخطبة ، فيصلي ركعتين يكبر في الأولى سبع تكبيرات متوالية بتكبيرة الإحرام أو غيرها ، يسكت بين كل تكبيرتين سكتة يسيرة ولم يحفظ عنه ذكر معين بين التكبيرات ، ولكن ذُكر عن ابن مسعود أنه قال : يحمد الله ، ويثني عليه ، ويصلي على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
وكان ابن عمر مع تحريه لاتباع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يرفع يديه مع كل تكبيرة .
وكان إذا أتم التكبير أخذ في القراءة فقرأ فاتحة الكتاب ثم قرأ بعدها (ق والقرآن المجيد) في إحدى الركعتين ، وفي الأخرى (اقتربت الساعة وانشق القمر) ، وربما قرأ فيهما (سبح اسم ربك الأعلى) و (هل أتاك حديث الغاشية) صح عنه هذا وهذا ، ولم يصح عنه غير ذلك ، فإذا فرغ من القراءة كبر وركع ثم إذا أكمل الركعة وقام من السجود ، وكبر خمسا متوالية ، فإذا أكمل التكبير أخذ في القراءة ، فيكون التكبير أول ما يبدأ به في الركعتين ، والقراءة يليها الركوع .
وقد روى الترمذي من حديث كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده أن رسول الله كبر في العيدين في الأولى سبعا قبل القراءة ، وفي الآخرة خمسا قبل القراءة . قال الترمذي : سألت محمدا -يعني : البخاري- عن هذا الحديث فقال : ليس في الباب شيء أصح من هذا ، وبه أقول اهـ .
وكان صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا أكمل الصلاة انصرف ، فقام مقابل الناس ، والناس جلوس على صفوفهم، فيعظهم ويوصيهم ، ويأمرهم وينهاهم ، وإن كان يريد أن يبعث بعثا بعثه ، أو يأمر بشيء أمر به .
ولم يكن هنالك منبر يرقى عليه ، ولم يكن يخرج منبر المدينة ، وإنما كان يخطبهم قائما على الأرض قال جابر : شهدت مع رسول الله الصلاة يوم العيد فبدأ بالصلاة قبل الخطبة بلا أذان ولا إقامة ثم قام متوكئا على بلال فأمر بتقوى الله وحث على طاعته ووعظ الناس وذكرهم ثم مضى حتى أتى النساء فوعظهن وذكرهن . متفق عليه .



وقال أبو سعيد الخدري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : كان النبي يخرج يوم الفطر والأضحى إلى المصلى ، فأول ما يبدأ به الصلاة ، ثم ينصرف فيقوم مقابل الناس والناس جلوس على صفوفهم . . الحديث رواه مسلم .



وكان صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يفتتح خطبه كلها بالحمد لله ، ولم يحفظ عنه في حديث واحد أنه كان يفتتح خطبتي العيدين بالتكبير . وإنما روى ابن ماجه في سننه (1287) عن سَعْدٍ القَرَظ مُؤَذِّنِ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكَبِّرُ بَيْنَ أَضْعَافِ الْخُطْبَةِ يُكْثِرُ التَّكْبِيرَ فِي خُطْبَةِ الْعِيدَيْنِ ) . ضعفه الألباني في ضعيف ابن ماجه . ومع ضعف الحديث فإنه لا يدل على أنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يفتتح خطبة العيد بالتكبير .
وقال في تمام المنة : "ومع أنه لا يدل على مشروعية افتتاح خطبة العيد بالتكبير ، فإن إسناده ضعيف ، فيه رجل ضعيف وآخر مجهول ، فلا يجوز الاحتجاج به على سنية التكبير في أثناء الخطبة" اهـ .
قال ابن القيم :
"وقد اختلف الناس في افتتاح خطبة العيدين والاستسقاء فقيل يفتتحان بالتكبير وقيل تفتتح خطبة الاستسقاء بالاستغفار وقيل يفتتحان بالحمد قال شيخ الإسلام ابن تيمية : وهو الصواب . . وكان صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يفتتح خطبه كلها بالحمد لله اهـ .
ورخص النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لمن شهد العيد أن يجلس للخطبة ، أو أن يذهب .
روى أبو داود (1155) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ قَالَ : شَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعِيدَ ، فَلَمَّا قَضَى الصَّلاةَ قَالَ : ( إِنَّا نَخْطُبُ ، فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَجْلِسَ لِلْخُطْبَةِ فَلْيَجْلِسْ ، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَذْهَبَ فَلْيَذْهَبْ ) . صححه الألباني في صحيح أبي داود .
وكان صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يخالف الطريق يوم العيد ، فيذهب في طريق ويرجع في آخر .
روى البخاري (986) عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَانَ يَوْمُ عِيدٍ خَالَفَ الطَّرِيقَ .



الإسلام سؤال وجواب




منتدى ملتقى السنة